خلتفها مجموعة سيارات كانت تنطلق فى سرعه نحو صحراء فتحت احضانها لاستقبالهم
فتعمقوا داخلها .... و رغم رحيل الشمس نحو المغيب
هبت نسمه حارة مختلطة بذرات من رمال الصحراء
لكنها لم تثنهم عن عزمهم للاتجاه نحو مقصدهم فى اعماق الصحراء
و ابتسمت الوجوه عند الوصول للمكان المعهود
توقفت السيارات مكونة حلقة كبيرة
ليضيئوا المكان بمصابيحها ..
و غادر الجميع سيارتهم
و بسرعه انجزوا المطلوب فنصبت الخيام
و اشعلت النيران و جلسوا جميعا ينشدون اناشيد الصحراء
و جلست هى بعيدا على صخرة كبيرة تراقب الجميع بصمت
اطفالا يلعبون و يركضون
فى سعادة و جذل.... يسقط احدهم
و يبكى فتسرع اليه امه لتربت عليه
و شباب يتصايحون و فتيات يمزحن و يحاولن لفت الانتباه
و تناهى لاذنيها اصوات اقدام فالتفتت لتجده امامها ....اكتسى وجهه بابتسامه ...
و قال : اتمنى ان استطيع اخافتك ولو لمرة واحدة..!!
فضحكت و قالت: لن تتمكن من ذلك ابدا فلدى قرون استشعار تنبئنى بتحركات من حولى..
فضحك قائلا : تماما... مثل الحشرات.!
رمقته بنظرة عتاب لم تخلو من ابتسامة
فحرك كفيه قائلا : آسف آسف كنت امزح .... صدقينى مجرد مزاح...آسف
سالته: لم تركت الفتيات هناك انهن ينتظرنك انظر.....
اشارت اليهم فمط شفتيه فى امتعاض قائلا" لقد مللت منهن لا جديد كل واحدة تبذل المستحيل للفت انتباهى و لا يوجد كلام سوى عن ذلك الفيلم و روعة البطل و البطلة و احاديث ليس لها معنى اطلاقا ...
لقد اصابنى الملل منهن تماما !!.."
ضحكت قائلة: لكنهن فتيات رائعات و كل الشباب يحسدونك على اهتمامهن بك !!
نظر الى الفتيات فى ضيق و قال" دعيهم يشبعون بهن ... لقد تركت لهم المجال ... بصراحة بدات اتضايق من الفتيات تماما ... و بصراحة اتمنى لو انهم لم ياتو معنا !!"
نظرت اليه في عجب و قالت : انك تخطا فى حق الفتيات!! هل نسيت اننى ايضا فتاة؟!
التفت اليها و قال فى صدق:
لا انت لست فتاة..
رمقته بنظرة عتاب ثانية
فضحك قائلا : انت مزيج مميز ..انت فعلا لست فتاة عادية ... رغم انى اكبرك بعشرة اعوام الا
اننى استمتع بصحبتك اكثر..!! انكى تمتلكين عقلا يزنهن جميعا !!
نظر اليها مباشرة و اردف : انت مختلفه ...مختلفة جدا ... لم ارى فتاة مثلك من قبل..
احست بالدماء تتصاعد لوجنتيها .. فهى لا تهوى سماع كلمات المديح او المجاملة خشية تطورها لما هو ابعد من ذلك...
سالته فى سرعة : ما رايك بالصعود غدا لقمة الجبل؟
ابتسم و قد ادرك محاولتها لتغيير الموضوع وقال : فكرة رائعه ... يا الهى انظرى هناك ...
كان القمر كبير جدا كانه يقترب نحوهم ليهبهم الضوء فى اعماق الصحراء
قال لها و هو ينظر للقمر : اتعرفى ان اكثر شئ يحزننى فى موضوع سفرى اننى لن اراك ... سافتقدك كثيرا..ساسافر بعد اسبوع
و لا مفر من ذلك!!
ابتسمت قائلة: نعم لا مفر .. نحن هنا و بالنهاية مجرد مغتربون نقضى ايام و سنعود لبلدنا فى النهاية .... و اسوا شئ الابتعاد عن الاصدقاء و انت اعز اصدقائى ..... و اقربهم منى و اكثر انسان يفهمنى على الاطلاق
و اعتقد انى سافتقدك جدا
خصوصا و اننا قد لا نلتقى ثانية!!
نظر اليها بغضب واضح قائلا : مستحيل
سآتى اليك دوما و ازورك و سنلتقى دوما...
وضع كفه على يدها قائلا :
مهما فرقت بيننا المسافات
سحبت يدها فى سرعه و وقفت فوقف هو ايضا متسائلا ماذا حدث؟
فقالت و هى تندفع نحو التجمع : ابدا هيا لنخبر اصحابنا اننا سنذهب غدا لقمة الجبل.... هيا
زفر فى ضيق و لم يملك الا ان يتبعها ...
و امضت ليلتها تلهو مع الجميع تتناقل الضحكات بينهم و ينعمون بهدوء الصحراء
ذلك الهدوء الذى يسبق العاصفة....
مع خيوط الفجر الاولى تسلل الشباب من الخيام و اتجهوا ناحية الجبل
اخذوا يتنقلون من حجر لآخر يضحكون يسخرون منبعض
حتى وجدوا كهفا عميقا مظلما فقررت الفتاة دخوله
اصاب الخوف و القلق قلوب الكثيرين ... لكنها كانت تشعر بالاثارة و الرغبة فى التحدى ... فخوض المجهول هوايتها الاولى
قال لها الجميع" لا دعينا نعود"
لكنها ابت و عارضت قائلة" لهم انتم احرار
عودوا براحتكم"
اما هو حاول اقناعها انه غير آمن فاتهمته بالخوف و
اصررت على الدخول تبعها البعض
وغادرنها آخرون
وهو كان معها.... رغم اعنراضه
كانما رفضت كرامته ان يظهر امامها بمظهر الجبان الخائف
دخل معها و مع آخرين و هى كانت تشعر بالسعادة و الاثارة مع التفاف الظلام من حولهم تعمقوا داخله
رات شيئا يبرق وسط الظلام اشارت اليه و ركضت نحوه
و قفوا جميعا يتعجبون من جمال الصخور اللامعه
و قال احد الفتية "لقد اكتشفنا منجم ذهب...."
و قال آخر "رائع اصبحنا اغنياء.."
و اتجه احدهم نحو الصخور و جذب احدها
وحدث مالم يكن بالحسبان
انهيار لمجموعة صخور ..غطى الجميع راسه و ارتفع الصراخ
سقط حجر على قدمها
صرخت الما
حاول الجميع تخليصها
ليبتعدوا قبل ان يحدث انهيار آخر
لكن لا يمكن لوحركوا الحجرسينهار الكهف على رؤوسهم....جميعا
طلبت منهم الابتعاد ان يحضروا النجدة
فذهبوا ... خرجوا و تركوها ... الا هو بقى معها
طلبت منه الخروج عندما بدات الأحجار فى التساقط و ملا الغبارالمكان من حولهم
رفض وبدا فى تخليصها
وضع قدمه مكان قدمها و جسده مكان جسدها
اخرجها و علق مكانها
اخرجها و قال لها انه يهتم لها
اكثر من اي شئ
انها الصديقة الوحيدة التى يثق بها
انه لن يحتمل حياته ان اصابها مكروه
طلب منها الخروج لترى ان كان هناك
احد قادم فخرجت تجر اقدامها المجروحة
خرجت .... ووجدتهم قادمون.و بسذاجة طفلة تتمنى حضور المساعدة العاجلة...
لوحت لهم ....وحدث الانهيار
صوت لنتنساه
لم يسمع احد صوت صراخها و لا ندائها عليه
ركض اباها نحوها اخذها بين احضانه
حمد الله على سلامتها
و اخذ يفحص اصابتها
اما هى صدمت..!!
صدمت لم تتحرك من مكانها
عيناها مثبتتان على مدخل الكهف فى انتظار ظهوره و خروجه
وبعد ساعات اخرجوه
جثة هامدة.... لم تبكى..لم تنزل من عينيها دمعه
لن تنسى صرخات امه
و لا دموع ابيه
صارعها شعور يفوق الاحتمال
انها السبب
ضحى بحياته من اجلها!!!
مات هو ...لتعيش ....
و تركها لنظرات الناس
نظرات تحرقنها تقتلها
نظرات الاتهام.....والشفقة
اتهام محبيه.....و شفقة منيحبها.
لقد ضحى دون رغبة منها و لو خيرها لاختارت موتها و حياته
فموته كان بسببها
و آمنت بمبدا جديد بالحياة
ان
التضحية منتهى الانانية ..!!
الأحد يوليو 10, 2011 8:54 am من طرف أحمدالسيدالصعيدي
» الشبكات NETWORKS
الجمعة ديسمبر 17, 2010 9:58 pm من طرف THE DRAGON
» صفارات BIOS
الجمعة ديسمبر 17, 2010 9:54 pm من طرف THE DRAGON
» proxy >>>بروكسي
الجمعة ديسمبر 17, 2010 9:44 pm من طرف THE DRAGON
» بدك تحرم الضحيه على انو يفوت على الياهوو مسنجر او على ايماله الخاص
الخميس ديسمبر 02, 2010 5:26 am من طرف bibeto008
» قصيدة باللغة الانكليزية
الأحد نوفمبر 28, 2010 12:51 am من طرف lana
» مهم جداً...............
السبت نوفمبر 27, 2010 1:09 pm من طرف عاشق الاحساس
» اصابة الاربطة المتصالبة للركبة
الجمعة نوفمبر 26, 2010 5:24 pm من طرف THE DRAGON
» كبار السن و الرياضة
الجمعة نوفمبر 26, 2010 5:21 pm من طرف THE DRAGON