ايبرا نجم النجوم الى برشلونة بصفقة تاريخية

إثارة ما بعدها إثارة طغت على سوق الانتقالات أو ما يدعى اصطلاحاً «الميركاتو» الصيفي فاقت في بعض فصولها حرارة الدوريات الأوروبية الكبيرة التي كانت في خضم الحدث دائماً، عشرات الملايين أحرقت على أقدام نجوم ما كانوا ليحتلوا ولو جزءاً بسيطاً من دائرة الضوء لو كانوا في زمن العمالقة من بيليه إلى مارادونا مروراً بكرويف وإيزيبيو ودي ستيفانو وغيرهم وأنست الصفقات المعقودة حتى الآن الأزمة الاقتصادية العالمية التي أطاحت بكثير من عمالقة المال والأعمال، فيحسب من يسمع بمئات الملايين التي دفعت حتى الآن فقط ثلاثة أندية هي الريال وبرشلونة ومانشستر ستي أن ما يحكى عن انهيار مالي عالمي مجرد فقاعة في الهواء، فها هي ثلاث صفقات تتجاوز كل الأرقام السابقة التي دفعت مقابل انتداب اللاعبين وأصبحت أرقام سجلها رونالدو البرازيلي أو مواطنه روبينيو أو الإسباني توريس في سوق الانتقالات مجدداً مجرد أرقام متوسطة رغم أنها تجاوزت العشرات الأربع من الملايين وبات أول مليون جنيه يدفع للاعب إنكليزي يدعى اندي غراي قبل ثلاثين عاماً مجرد ذكرى بعدما هزت بعض الأرقام الجديدة المئة مليون وأضحى رقم المليون أو ما يفوقه يعرض على لاعب مثل جون تيري كراتب شهري فقط.

حمى رونالدو
عندما سمع ماسيمو موراتي رئيس نادي إنتر ميلان ومالكه عن المبلغ الذي دفعه فلورنتينو بيريس مقابل الحصول على خدمات كريستيانو رونالدو تساءل عن المبلغ المطلوب مقابل الاستغناء عن نجمه وهدافه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والذي أصبح هدفاً لعدد من عمالقة الاندية في القارة العجوز منذ لمح في أكثر من حديث أنه يرغب في خوض تجربة جديدة بعدما حقق كل شيء في بلاد الكالشيو، موراتي أجاب بنفسه بل بتصميم بأنه لن يقبل بأقل ما حصل عليه النجم البرتغالي وأنه لن يسمح لإيبرا بالرحيل ما لم تعوض خزينة النادي بمبلغ محترم ووضع 80 مليون جنيه استرليني مبدئياً للدخول في مفاوضات مع أي ناد يرغب في التعاقد مع ساحر الفايكينغ، وهكذا أصبح رونالدو مقياساً لعمليات انتقال النجوم وتسعيرة يقيم بها وزن نجوم الأندية الكبيرة المطروحين في سوق الميركاتو.

برشلونة وحيداً
قبل كلام موراتي أبدت أندية الريال ومانشستر يونايتد وحتى جاره السماوي الرغبة في الإفادة من خدمات زلاتان ومع الأيام تبخرت كل العروض وأصبحت بحكم المنتهية من قاموس الناديين الإنكليزيين وحتى الريال متزعم صفقات الموسم تهرب من الكلام عن السويدي إلى التعاقد مع بنزيمه وبمبلغ زهيد إذا ما قورن مع طلب موراتي الذي بقي متمسكاً برأيه وموقفه إلى أن دخل برشلونة القطب الآخر في الليغا على الخط معتمداً على بيع هدافه الكاميروني صامويل إيتو ليسد جزءاً من الصفقة حتى لو رحل نحو إنكلترا كما توقعت وسائل الإعلام مع إصرار إدارة النادي الكاتالوني على التخلي عن المهاجم الأسمر نزولاً عند رغبة المدرب غوارديولا.
ولأن إنتر ميلان كان بحاجة إلى لاعب يسد مكان نجمه السويدي فجاء العرض بصفقة تبادلية يتحمل فيها بطل أوروبا الفارق بين ثمني اللاعبين مع وصول سعر إيتو إلى نحو 35 مليون يورو.

شطارة موراتي
على الرغم من انسحاب الجميع من السياق على ضم إبراهيموفيتش لم تيئس إدارة النييرازوري وخاصة بعد العشاء الذي جمع الرئيس موراتي بنظيره الإسباني خوان لابورتا والذي اتفق الجانبان فيه على تذليل العقبات مع إصرار الإيطالي على مبلغ كبير معتمداً على عدة عوامل أهمها رغبة لابورتا الشديدة بدخول الموسم القادم بصفوف مدعمة مع رحيل إيتو شبه الأكيد، والسير على خطا ريال مدريد الذي عزز صفوفه بأكثر من نجم يشار إليه بالبنان، والأهم أن اتفاقاً سرياً كشف عنه إيبرا في أول مؤتمر صحفي له في نيوكامب الذي طلب فيه -منذ إبداء نيته بترك الإنتر- من رئيسه السابق أن يرفض أي عرض بانتظار عرض من النادي الكاتالوني وحافظ موراتي على العهد فكانت النهاية السعيدة التي أرضت الجميع، موراتي لأنه كسب مبلغاً في ظل انتكاسة أندية الكالشيو مادياً ولابورتا لأنه قلد بيريس وضم لاعباً عالي المستوى، وإبراهيموفيتش الذي حقق حلماً راوده بارتداء قميص البلوغرانا وغوارديولا الذي ضمن وجود هداف من الطراز الرفيع في صفوفه سيكون بديلاً مثالياً من إيتو وهذا الأخير ورغم معارضته المبدئية إلا أنه ذهب إلى ناد لا يقل عن برشلونة كثيراً، أما آخر السعداء وربما يكون الأكثر فرحاً فهو جوزيه مورينيو مدرب الإنتر الذي تخلص من الشخصية الأقوى كاريزمية منه في النادي وكسب مهاجماً كبيراً ومعه لاعب وسط ماهر ولو على سبيل الإعارة لموسم واحد.

الرجل الثاني
إذاً أصبح زلاتان إبراهيموفتيش لاعباً في برشلونة وذلك بموجب صفقة تجاوزت الـ80 مليون يورو في مجملها حيث يدفع لابورتا مبلغ 43.5 مليوناً عداً ونقداً لنظيره موارتي يضاف إليها 35 مليوناً تتمثل باللاعب صامويل إيتو إضافة إلى اللاعب البيلاروسي الكسندر هليب بعقد إعارة مبدئي لمدة موسم واحد مع التزام النادي الكاتالوني بدفع ما يوازي 70% من راتب الأخير، وبهذا أصبح ايبرا صاحب ثاني أعلى صفقة بتاريخ كرة القدم وراء رونالدو البرتغالي 94 مليوناً ومتجاوزاً زيدان وكاكا (65 مليون يورو)، وبات النجم السويدي أغلى لاعب في تاريخ كاتالونيا كاسراً رقماً بقي صامداً عشر سنوات وبما يعادل أكثر من الضعف عندما دفع النادي ما يقارب 36 مليون يورو مقابل الهولندي مارك اوفرمارس.

كرنفال الاستقبال
من الولايات المتحدة إلى كاتالونيا حضر إيبرا على وجه السرعة بعد إعلان الناديين الوصول إلى اتفاق رسمي يجعل الصفقة سارية المفعول وقد ودع رفاقه السابقين في الإنتر بقوله: أتمنى أن أراكم في سانتياغو برنابيه بنهائي دوري أبطال أوروبا في آيار القادم.
وبعد يوم حافل بدأ بالفحص الطبي الذي لم يكن روتينياً كما وصفه اللاعب نفسه جاء المساء ليرتدي قميص البرشا الذي يحمل رقمه الجديد 9 وينزل أرض ملعب نيوكامب ليفاجأ بخمسين ألف متفرج جاؤوا لاستقباله بعد دقائق قليلة من الرد على تحية عشاق البلوغرانا وتقديم فاصل قصير من مهاراته بمداعبة الكرة غادر إلى مؤتمر صحفي تحدث فيه عن حلمه الذي تحقق وعن آماله وطموحاته مع ناديه الجديد والأكيد أن في مقدمتها تقديم ما يروق للجماهير من أهداف وانجازات تفرحهم وإن كانت الأمنية التي جامل بها رفاقه في الإنتر هي أولوية للهداف السويدي الذي جاء إلى برشلونة لتحقيقها.

شو هادا يا ألوس روعة ..........